تغليف ورقي وبلاستيكي

في السنوات الأخيرة، اتجهت كثير من الشركات حول العالم إلى استبدال التغليف البلاستيكي ببدائل أخرى وعلى رأسها التغليف الورقي، وذلك في إطار سعيها لتعزيز الاستدامة وتقليل الأثر البيئي السلبي، خصوصًا بعد صدور قوانين صارمة مثل “ضريبة التغليف البلاستيكي”. غير أن هذا التحول لا يخلو من التحديات؛ فكما أن للبلاستيك مشكلاته البيئية، فإن الورق والكرتون أيضًا يحملان آثارًا جانبية لا يمكن تجاهلها.

هذا المقال يسلط الضوء على الصورة الكاملة لمزايا وعيوب كل من الورق والبلاستيك، لنصل إلى تقييم أكثر إنصافًا يراعي السياق والاستخدام الفعلي لكل نوع من مواد التغليف.

مميزات تغليف ورقي وبلاستيكي

  • رغم الانتقادات الواسعة للبلاستيك بسبب تأثيراته البيئية، فإنه يظل الخيار المفضل في كثير من القطاعات لأسباب عملية، منها:
  • التكلفة المنخفضة: العبوات البلاستيكية يعد الأرخص بين أغلب مواد التغليف المتداولة.
  • الصلابة والمتانة: يتميز البلاستيك بقدرته على مقاومة الكسر أو التلف، ويحمي المنتجات حتى في حالة السقوط أو التعرض لضغط أثناء النقل والتخزين.
  • طول العمر: قد يستغرق البلاستيك ما يقارب ألف عام ليتحلل بالكامل، وهو ما يجعله شديد الاستدامة من ناحية الاستخدام، وإن كان هذا في الوقت ذاته عيبًا بيئيًا.
  • الخفة: يتمتع البلاستيك بوزن خفيف للغاية مقارنة بمواد أخرى مثل الزجاج أو الخشب، وهو ما يقلل من البصمة الكربونية أثناء عمليات النقل والتوزيع.
  • التنوع الكبير: يمكن تشكيل البلاستيك في صور متعددة، بدءًا من العبوات المرنة القابلة للتشكيل، وصولًا إلى العلب الصلبة المقاومة للصدمات.
  • أثر كربوني أقل في بعض الحالات: وفقًا لدراسة أجرتها “ماكينزي”، فإن استخدام البلاستيك في العديد من التطبيقات يترك بصمة انبعاثات أقل مقارنة بالبدائل غير البلاستيكية، بنسبة وصلت إلى نحو 90% في بعض الحالات.

خامات التغليف

عيوب تغليف ورقي وبلاستيكي

رغم أن البلاستيك يوفر للشركات العديد من المزايا العملية مثل انخفاض التكلفة وخفة الوزن، فإن هذا لا يعني أن نتجاهل عيوبه البيئية الخطيرة. فالإنتاج العالمي للبلاستيك وصل إلى نحو 381 مليون طن سنويًا، فيما تلوث أكثر من خمسة تريليونات قطعة بلاستيكية مياه البحار والمحيطات حول العالم. هذا التراكم الهائل جعل البلاستيك أحد أبرز مصادر التلوث العالمي وأكثرها صعوبة في الإدارة.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الطلب المتزايد من المستهلكين على منتجات معاد تدويرها ساهم في دفع عجلة تطوير تقنيات إعادة التدوير بوتيرة أسرع، الأمر الذي يُبشّر بآفاق أكثر إيجابية. لكن تبقى للمواد البلاستيكية سلبيات متعددة، أبرزها:

  • الاعتماد على الوقود الأحفوري: يُستخرج البلاستيك أساسًا من البترول والغاز الطبيعي، ما يزيد من انبعاثات الكربون ويكرّس الاعتماد على موارد غير متجددة.
  • الاستخدام لمرة واحدة: نسبة كبيرة من التغليف البلاستيكي مصممة للاستخدام لمرة واحدة فقط، مما يؤدي إلى استهلاك مفرط للموارد وتراكم ضخم للنفايات.
  • طول فترة التحلل: قد يستغرق البلاستيك آلاف السنين ليتحلل بشكل كامل، وهو ما يجعله عبئًا طويل الأمد على البيئة، خصوصًا إذا لم يدخل في منظومة إعادة التدوير.
  • غير قابل للتحلل الحيوي: معظم أنواع البلاستيك لا تتحلل طبيعيًا، مما يعني أنها تستمر في البيئة وتتراكم في البحار والأنهار والمواطن الطبيعية، مسببة أضرارًا جسيمة للنظم البيئية.
  • تسرب المواد الكيميائية: بعض أنواع التغليف البلاستيكي التي تحتوي على إضافات كيميائية قد تشكل مخاطر صحية محتملة عند ملامستها للأطعمة أو المشروبات، مما يثير القلق بشأن سلامة استخدامه في حفظ الطعام، ولتعرف كيف تختار تصميم عبوات يعكس هوية علامتك التجارية

في إشارة إلى قيم تغليف ورقي وبلاستيكي وأهميته في قطاع مواد التغليف.

ولعل هذا الانتشار يعكس الشعبية الواسعة التي يحظى بها التغليف الورقي، ليس فقط بسبب اعتباره أكثر صداقة للبيئة على المدى البعيد إذا ما تسرب إلى البحار والمسطحات المائية، بل أيضًا نتيجة الضغوط التشريعية. ففي عام 2022، فُرضت ضريبة قدرها 200 جنيه إسترليني على كل طن من التغليف البلاستيكي الذي يحتوي على أقل من 30% مواد معاد تدويرها، وهو ما دفع كثيرًا من الشركات إلى تقليل اعتمادها على البلاستيك الخام والاتجاه نحو البدائل الورقية.

ومع ذلك، فإن القوانين الحديثة مثل “المسؤولية الممتدة للمنتج” لا تنظر إلى التغليف بمعزل عن غيره، بل تتعامل مع قضية النفايات بشكل شامل يفرض على الشركات التفكير في دورة حياة المنتج بالكامل، وليس فقط المادة المستخدمة في التغليف.

باكجات كافيهات كاملة

مميزات التغليف الورقي والكرتوني

إذن، هل يمكن القول إن تغليف ورقي وبلاستيكي أكثر استدامة من نظيره البلاستيكي؟ الإجابة لا تخلو من تفاصيل، لكن المؤكد أن الورق والكرتون يتمتعان بعدة مزايا واضحة تجعل منهما خيارًا مفضلًا في العديد من الصناعات:

  • قابلية إعادة التدوير: الكرتون يُصنع إما من لب الخشب الخام (المعالج إلى ورق كرافت) أو من كرتون معاد تدويره، وهذا يمنحه نسبة إعادة تدوير مرتفعة وصلت في أوروبا إلى نحو 85.8%، مقارنة بالبلاستيك الذي غالبًا ما ينتهي به المطاف في مدافن النفايات.
  • الاستدامة والتحلل الحيوي: الورق والكرتون من المواد القابلة للتحلل، ما يجعل أثرهما البيئي أقل بكثير من البلاستيك عند التخلص منهما.
  • إمكانية إعادة الاستخدام: صناديق الكرتون يمكن استخدامها أكثر من مرة، كما أن مرونة حوافها تسمح بطيها وتخزينها بسهولة لحين الحاجة.
  • سهولة الطباعة والتصميم: يمكن الطباعة على الكرتون بسهولة، وهو ما يجعله مثاليًا لأغراض التسويق وبناء الهوية البصرية والعلامة التجارية.
  • خفض التكاليف: شراء الكرتون بكميات كبيرة يمكن أن يوفر على الشركات مبالغ معتبرة، خصوصًا مع إمكانية إعادة استخدامه.
  • التخزين طويل الأمد: طالما جرى حفظه بعيدًا عن الماء والرطوبة، يمكن تخزين الكرتون لفترات طويلة دون فقدان جودته.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، صناديق الكرتون المموج التي أثبتت كفاءتها كبديل عملي للتغليف البلاستيكي. فهي قابلة لإعادة التدوير بالكامل، وتتميز بقدرتها العالية على مقاومة التمزق، إلى جانب كونها أكثر اقتصادية مقارنة بالعديد من مواد تعبئة وتغليف الأخري

عيوب التغليف الورقي والكرتوني

رغم كل تلك المزايا، يبقى من المهم إدراك أن التغليف الورقي ليس الحل المثالي دائمًا، فله عيوب بيئية وعملية ينبغي التوقف عندها:

  • ضعف المتانة: الكرتون أقل صلابة من البلاستيك، ويُعد أكثر عرضة للتلف بفعل الرطوبة أو الحريق أو العفن.
  • صعوبة التكديس: الكرتون لا يتحمل أوزانًا كبيرة كما هو الحال مع البلاستيك، ما يصعّب من تخزين المنتجات فوق بعضها البعض دون حدوث تلف.
  • حساسية للرطوبة: الورق والكرتون لا يوفران حماية جيدة ضد الماء والسوائل، حيث تتسرب هذه المواد بسهولة إلى الداخل، مما قد يضر بمحتويات العبوة ويؤثر على جودة حفظ الطعام.
  • محدودية إعادة التدوير: لا يمكن إعادة تدوير الورق لعدد غير محدود من المرات، بل يُقدر أن الألياف الورقية تتحمل من 5 إلى 7 مرات فقط قبل أن تصبح قصيرة وضعيفة للغاية.
  • استهلاك الطاقة: تشير دراسات استشارية إلى أن تصنيع 1000 كيس ورقي يتطلب طاقة أكثر بـ 3.4 مرة من تصنيع نفس العدد من الأكياس البلاستيكية التقليدية.
  • البصمة الكربونية للنقل: بما أن البلاستيك أخف وزنًا وأقل حجمًا من الورق، فإن الاعتماد على الورق يزيد من حجم الانبعاثات الناتجة عن عمليات النقل واللوجستيات.
  • مشكلة إزالة الغابات: صحيح أن الورق يُستخرج من الأشجار، وهي مصدر متجدد، لكن التوسع غير المنضبط في هذه الصناعة قد يساهم في تفاقم ظاهرة إزالة الغابات عالميًا. لذلك، يُنصح دائمًا بالتأكد من أن الورق أو الكرتون المستخدم حاصل على اعتماد “FSC”، ما يعني أنه جرى إنتاجه من مصادر مسؤولة ومستدامة،  كما يمكنك التعرف على أنواع صناديق التغليف وأفضل استخداماتها

بهذا يتضح أن تغليف ورقي وبلاستيكي كلاهما يحمل نقاط قوة وضعف، وأن المفاضلة بينهما تعتمد على سياق الاستخدام، طبيعة المنتج، وأهداف الشركة بين خفض التكلفة أو تحقيق الاستدامة. فبينما يُعد الورق أكثر صداقة للبيئة وأقرب لفكرة التحلل الطبيعي، يظل البلاستيك خيارًا عمليًا في جوانب مثل المتانة وخفة الوزن وحفظ الطعام خلال النقل والتخزين.

في أسس الغربية نوفر لك أفضل خيارات مواد تعبئة وتغليف من صناديق طعام وأكياس ورقية مطبوعة بالشعار، مع تصاميم مخصصة تعكس هوية علامتك التجارية. تواصل معنا الآن واحصل على باكجات تغليف احترافية ترتقي بمنتجاتك وتمنح عملاءك تجربة مميزة.

التعليقات معطلة.